ما حكمكِ من الإعراب

ما حكمكِ من الإعراب



أختاه أنتِ التي اخترت طريق الإيمان، وتحملت أمانة الرحمن، وعزمت على تبليغها لكل إنسان، كان من الواجب عليك أن تقفي وقفة من حين إلى آخر، وقفة تأمل، وتحديد موضع، وتسألين نفسك هذا السؤال: ما محلي من الإعراب؟

فهل أنتِ فاعل مرفوع؟ بما رفعك الله به من عقل وإيمان، وتقومين بالفعل الذي أمرك به ربك، وتبذلين له روحك وكل مالك؟

أم أنتِ مفعول به؟ خاضع لفعل أي فاعل مهما كان مصدره، تسيرك الشياطين وتعبث بك أيدي الطامعين الظالمين.

أم أنتِ حرف جر؟ تجرين نفسك إلى الطريق المستقيم جرا، وترغمينها على طاعة الله سرا وجهرا.

أم أنت اسم مجرور؟ وراء الشهوات والأهواء، وعلامة جرك تضيع الوقت والصحة والمال في رذائل الأعمال.

أم أنت فعل ماضي ناقص؟ تتغنين بأمجاد آبائك، وتأبين أن تقتدي بهم، بل تبقين غارقة في رقادك وسهادك؟

أم أنت فعل ماضي متحرك؟ وطريق الله تسلكين لا تترددين، ولا تشتكين، ولا تغريك الجاهلية بما تملك، ولا يخيفك جاهل ولا مشرك .

فما محلك من الإعراب يا من اخترت طريق الإيمان، وحملت أمانة الرحمن، وفرض عليك تبليغها لكل إنسان، فهل أنت: هذا أم ذاك؟
أم تراك لا محل لك من الإعراب؟ ويا للخراب !!!!..................

اللهم اجعل لنا في الجهل حلما، وفي الغفلة ذكرا، وفي الظلمة نورا